recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

العجوز قصة رعب بقلم منى حارس

العجوز قصة رعب بقلم منى حارس


بدأت قصتي عندما كنت في السابعة من عمرى وكنت اجلس استمع إلى قصص جدتي العجوز عن الجن  والعفاريت  ، كانت جدتي من ريف مصر تعيش في بيت وسط الحقول الزراعية  والأراضي الخضراء  ، كنت أحب الإجازة الصيفية حتى اقضيها معها في المزرعة مع الحيوانات وسط الحقول ، كانت تجلس معنا  ليلا  بعد العشاء لتحكي لنا الكثير  من القصص المرعبة  والحكايات المخيفة المختلفة عن الجن والعفاريت  التي تظهر بالحقول ليلا والخلاء .

كنت استمع لها باعجاب شديد وإنبهار كبير ، تقول أمي  بأن ما تقوله جدتي  هو خرافه وأساطير  كثيرة ولا يحدث في الحقيقية ،  ولكن جدتي  العجوز تتوهم الأمر وتتخيل الأشياء  ،  ولكنني كنت أصدق جدتي  ولا أصدق أمي  منذ الصغر ومتعلق بها بشدة ، وأقول بأن أمي لا تعرف عن تلك الأمور لأنها كانت لا تعيشها ولم تراها فكيف تحكم في شيء لا تعرفه ،  أعرف بأن جدتي لا تكذب وعالم  الجن  عالم واسع جدا لا يعرف عنه أحد الكثير ، إلا من يتعامل معه وكانت جدتي العجوز تتعامل معهم أنا أعرف وتخرجهم من الأجساد بالقرآن الكريم ، وكانت تصنع الأعمال وتكتب بعض الكلمات باللون الاحمر وتحضر الزعفران ، كنت اراها ترسم الكثير من الرسومات  الغريبة على الاوراق ،  أعرف بأنه  عالم غامض مخيف هل هو عالم مرعب ،  كنت أفكر مع  نفسي كيف يكون هذا العالم الغامض المخيف ، ما هي اشكالهم  يا ترى ؟

كانت جدتي تخبرني بأنهم يتمثلون في شكل الحيوانات والحشرات  ليلا وتحذرني من قتل أي حيوان أو حشرة ليلا حتى لا يؤذوني  ، هم مخلوقات من النار ولكنهم  يجعلونك تشعر بالقشعريرة والبرد الشديد من حولك  ، كنت اعشق تلك الكلمات من فم جدتي العجوز وحكاياتها ، حتى صرت في السابعة من عمرى وكان تعلقي بها يذيد يوم عن يوم وانظر الاجازة حتى اذهب إليها وأجلس معها واستمع لكلماتها وحكاياتها ، ولكنها مع تقدمها بالسن كانت غريبة دوما صامته تنظر للأمام بشكل غريب ، وبعيون دوما مذعورة ، وكانت تخاف البقاء بالمنزل بمفردها وطلبت من أبي أن تأتي وتجلس معانا بالقاهرة رغم إنها لم تغادر منزلها ، وكانت ترفض مغادرته لسنوات ، فلا أتذكر بأنها زارت منزلنا يوما منذ 16 عام .

كانت جدتي في أخر أيامها غريبة جدا ولا تقوممن الفراش تقريبا الا نادر ، كانت دوما خائفة وتبكي وكنت انا حزين عليها قلبي يتقطع ، لم تعد تقص علي قصصها ولا حكاويها عن ذلك العالم المرعب ، وكلما حاولت جعلها تتحدث عن الامر كانت تبكي وتقول لي ابتعد يا ولدي عن طريق الشيطان ولا تقربه ، كانت تقكرر كلامها وتبكي بعدها وتنوح ، حتى حذرني أبي من كلامها وأخبرني ألا أضايقها بالكلام حتى لا يذيد مرضها وتعبها ، وابتعدت عنها كما طلبوا منى ولكننى كنت اريد  أن اعرف المذيد عن تلك الأمور وكنت أعرف بأن منزلها سيحتوى على تلك الأشياء ، وقررت أن أذهب لمنزل جدتي وابحث عما أريد ربما وجدت كتاب أو شيء يدخلني ذلك العالم .

اقنعت أمي وأبي بأنني ذاهب في رحلة مدرسية لمدة يوم لمحافظة أخرى ووافقوا ، وذهبت مع صديق لي كان مهتم بالامور وبعالم الجن مثلي ، ورحلنا باكرا بعد صلاة الفجر حتى نعود مبكرا ، اعرف جيدا أين منزل جدتي في محافظة ريفية سفر حوالي ثلاث ساعات ، وركبنا القطار وسافرنا وكلنا حماس وأتى معنا أخو صديقي ، ووصلنا إلى المنزل لقد سرقت المفتاح من المنزل ، كان المنزل صامت تماما من الخارج فتحنا البوابة الحديدية ودخلنا ، كل شيء كان هادىء رائحة كريهة جدا بالمنزل ، كان المكان بارد جدا ، قال صديقي ، اشعر بأن شيء سيء سيحدث ، فقلت له لا تخف فلا يوجد ما يدعوا للخوف فهو منزل جدتي فلن يتهمنا أحد بسرقته لا تقلق .

صعدنا للطابق العلوى حيث غرفة جدتي ، كانت مغلقة بالمفتاح تعجبت من الامر ، فقال أخوا صديقي ما رأيك أن ندخل من شباك الغرفة الأخرى ، وافقنا وتسللنا الى داخل الغرفة المظلمة ،  وهنا  تحرك  شيء بالظلام  فصرخت برعب شديد ، وهنا اضأت مصباح الغرفة فوجدنا شيء أسود يسير على الأرض ويدخل إلى خزانة جدتي العجوز .

صرخنا بفزع وحاولنا العودة من النافذة ولكن اغلقت مرة واحدة في وجوهنا ، وكأن هناك رياح اغلقتها بقوة ، حاولنا فتحها ولكن بلا فائدة ، اخذنا نصرخ برعب وهنا سمعنا أصوات كثيرة مختلطة وصوت ضحكات بالغرفة ، وهنا لم أستطع فعل شيء سوى الأتصال بأبي وقلت له بأن ينقذنا  ، واخبرته باننا في منزل جدتي بالمنوفيه وهنا انقطع الاتصال واخذنا نصرخ ووجدت كل الاشياء تقذف في وجهي بقوة ، ولا أتذكر شيء فلقد سقطنا فاقدين الوعي ، فحت عيني لأجد عمدة القرية والكثير من الناس وشيخ القرية  من حولي ، وكان الشيخ يقرأ القرآن بصوت عالي ، فعرف بان أبي اتصل بأحد أقاربه بالقرية وأتى لينقذنا في منزل جدتي العجوز ، وسمعوا صاخنا والاشياء التي تتحطم وبعدها وجودون فاقدين الوعي في الغرفة لا يعرفون ما حدث .

واتى أبي وأمي وأعمامي وقاموا بتوبيخي لما فعلت وقصصت لهم ما حدث ولكن ، لم يتكلم أحد في الأمر أوصلنا عمي للقاهرة وأوصل أصدقائي وعدت إلى المنزل وأنا أشعر بالصداع ولا أفهم ما حدث ، من يومها حذرني أبي من تكرار ما فعلت ، وعدت لجدتي احاول سؤالها عما يوجد في منزلها ولكنها لم تقل شيء ، كانت تنظر لي وتبكي بشدة حتى ماتت بعد تلك الحادثة بعشرة أيام وبقيت أنا مرعوب وأشعر بالخوف كلما تذكرت ما حدث ، ولم احاول العودة من جديد إلى منزل جدتي ولا معرفة شيء عما رأينه يومها ،  ومرت السنوات ومازلت لا استطع نسيان الأمر ولا  منع تلك الكوابيس التي تراودني

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

قصص و طرائف

2016